من
لطيف رحمة الله وكرمه أن جعل صفة التائبين هي الصفة الأولى في الصفات التي
جعلها الله سبحانه سمات للأنفس التي تستحق أن يشتريها الله سبحانه ويعطي
المؤمن مقابلها الجنة , فلو اشترط الله سبحانه عدم الوقوع في الذنوب
لامتلأت قلوب المؤمنون حسرة وألما , إذ أننا كلنا واقعون في الذنوب صغيرها
وكبيرها على اختلاف درجاتنا وعلى اختلاف مقاديرنا عند الله .
وقد
أخبرنا ربنا سبحانه وتعالى بحبه لعباده التائبين العائدين إليه من ظلمات
الشرك والجهل والمعصية والشهوة وقدمهم ربنا تحبيبا لهم وتلطيفا على قلوبهم
فقدمهم على المتطهرين فقال سبحانه "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ
وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ"