[size=24]سنقف وإياكم في هذه الدقائق
الغالية مع آيات من القران مع قصة .لقد كان سليمان عليه السلام، نبياً من
أنبياء الله، ومع ذلك كان ملكاً من ملوك الأرض في زمانه، وفوق كل هذا فقد منّ الله
عليه، وعلمه لغة الحيوان والطير، وكان يفهم عليه الصلاة والسلام، ما تتخاطب به هذه
الحيوانات والطيور. يقول الله تعالى:</strong> وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ
وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى
كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ النمل:15 )( بل ربما بلغ ببعضهم الانهزام إلى التنكر لجذروه
الإسلامية ونشأته الدينية،
وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ
عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ
الْفَضْلُ الْمُبِينُ<font color="maroon"> (النمل:16)
هذا
سليمان وقد علمه الله منطق الطير فضلا عن ألسن الخلق ، وفهم كلمات النمل، واتاه
الله من كل شي فرد الفضل لصاحب الفضل جل وعلا، واعترف بنعمة الله عليه،وفضله لديه،
وظهرت آيات الملك وعلامات السلطان في قوله تعالى: وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ
وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (النمل:17) <strong>
إن
الدعوة إلى التسيب دعوة شريرة ، يتبناها أعداء الفضيلة والنظام، يريدون بها خلخلة
المجتمعات وتربيتها على الفوضى ،والتمرد ونبذ الأخلاق، والاستخفاف بحقوق الآخرين،
بدعوى الحرية المزعومة0
ليس
من الدين في شيء ذلك الانحدار الأخلاقي الذي انحدر إليه بعض الطلاب من الجرأة على
معلميهم ، فهذه الطيور العجماء انتظمت في جيش سليمان ولم تخرج عنه اليس لهؤلاء
حلوما وعقولا ولو كعقول الطيور حتى يعلموا أهمية الطاعة في غير معصية الله
لمعلميهم والمسؤولين عنهم0
)( هذا نداء تحذير ، وصرخة نذير، ونفس من أنفاس
النصيحة صدعت به هذه النملة الصغيرة الناصحة لله درها كيف حملت هم هذا الواد
الكبير وهي الصغيرة في حجمها الضئيلة في جسمها ، الضعيفة في قوتها، وقفت وقد رأت
الجموع الهائلة فتحركت للنصيحة ونادت بنداء عذب مؤدب مهذب يا أَيُّهَا
النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ
وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (النمل: من الآية18)
نحن
بحاجة إلى أدب النملة عند الخلاف وإحسان الظن بالآخرين خاصة من أهل العلم والفضل
والدين ، فلا نطير بهفواتهم، ولا نضخم سهوهم أو غفلتهم، بل نحسن الظن ما أمكن
ونقيل العثرة، ونذيب السيئة في بحر الحسنات، وننسى الخطيئة إذا جاءت في صحيفة
الفضائل والمكرمات
)(<strong>