- اتباع النبي صلى الله عليه وسلم هو البرهان:
يقول الشهيد سيد قطب: "إن حب الله ليس دعوى
باللسان ولا هيامًا بالوجدان، إلا أن يصاحبه الاتباع لرسول
الله والسير على هداه وتحقيق منهجه في الحياة..
وإن الإيمان ليس كلماتٍ تُقال ولا مشاعر تجيش ولا شعائر تُقام، ولكنه طاعة لله والرسول وعمل بمنهج الله الذي يحمله الرسول صلى الله
عليه
وسلم.
يقول الإمام ابن كثير في تفسير الآية الأولى: "هذه
الآية
الكريمة حاكمة على من ادّعى محبة الله وهو ليس على
الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في نفس الأمر حتى
يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله، كما
ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من
عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
ويقول في الآية الثانية: (قُلْ
أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا) (آل عمران:32) أي تخالفوا
عن أمره (فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)) (آل عمران)، فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر
والله لا يحب مَن اتصف بذلك، وإن ادعى وزعم في
نفسه أنه محب لله ويتقرب إليه حتى يتابع الرسول النبي الأمي
خاتم الرسل، ورسول الله إلى جميع الثقلين الجن والإنس الذي لو كان الأنبياء بل المرسلون بل أولو العزم منهم في زمانه ما وسعهم إلا
اتباعه والدخول في طاعته واتباع شريعته"(6).
ويقول الإمام ابن القيم: "ومن تأمَّل في السيَر
والأخبار الثابتة من شهادة كثير من أهل الكتاب
والمشركين له صلى الله عليه وسلم بالرسالة وأنه
صادق فلم تدخلهم هذه الشهادة في الإسلام.. علم أن الإسلام أمر وراء ذلك وأنه ليس مجرد المعرفة فقط، ولا المعرفة والإقرار فقط بل المعرفة والإقرار والانقياد، والتزام طاعته ودينه ظاهرًا وباطنًا" (7).
ومن هنا نعلم أنه من أتى الله بدون اتباع نبيه صلى الله
عليه
وسلم فهو سفر اليدين، وليس لديه برهان يؤيد زعمه في محبة
الله فلنتق الله ولنتبع نبيه وبقدر الاتباع يكون قوة
البرهان.